الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
المدينة فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه.فقام عليهم فقال: بشر الكنازين برضف يحمى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتجلجل.قال: فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا.فأدبر فتبعته حتى جلس إلى سارية فقلت:ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم.قال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئا إن خليلي أبا القاسم-صلى الله عليه وسلم- دعاني فقال: (يا أبا ذر).فأجبته فقال: (ترى أحدا؟).فنظرت ما علي من الشمس- وأنا أظنه يبعثني في حاجة- فقلت: أراه.فقال: (ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير) ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا!فقلت: ما لك ولإخوانك من قريش لا تعتريهم ولا تصيب منهم؟قال: لا وربك ما أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله (1) .الأسود بن شيبان: عن يزيد بن الشخير عن أخيه مطرف عن أبي ذر ... فذكر بعضه (2).__________(1) أخرجه البخاري 3 / 218 في الزكاة: باب ما أدي زكاته فليس بكنز ومسلم (992) في الزكاة: باب في الكنازين للاموال والتغليظ عليهم كلاهما من طريق الجريري عن يزيد بن الشخير عن الاحنف بن قيس...والرضف: الحجارة المحماة الواحدة رضفة مثل: تمر وتمرة والنغض: العظم الدقيق الذي على طرف الكتف أو على أعلى الكتف وأصل النغض: الحركة فسمي ذلك الموضع نغضا لأنه يتحرك بحركة الإنسان.ويتجلجل: يغوص ورواية البخاري ومسلم " يتزلزل ": أي يضطرب ويتحرك.(2) هو في " المسند " 5 / 176 وانظر " الفتح " 3 / 218.سير 2 / 5
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 65 - مجلد رقم: 2
|